متى تم تأسيس دولة الكويت؟
تأسيس دولة الكويت يمثل حلقة مهمة في تاريخ العالم العربي، فقد شكّلت هذه الدولة الصغيرة نموذجًا للاستقلال والتحدي في منطقة الخليج العربي، ترتبط قصة تأسيسها بأحداث تاريخية وشخصيات بارزة أسهمت في بناء هذا الكيان الوطني، سنتناول في هذا المقال لحظات تأسيس دولة الكويت والظروف التي أحاطت بها.
متى تم تأسيس دولة الكويت
في عام 1709م، تتجلى وجود دولة الكويت ككيان مستقل ومعالمها الواضحة، ويُثبت ذلك في رحلة الرحالة الدمشقي "مرتضى بن علوان" الذي وثق تجربته خلال زيارته لمكة في ذلك العام، وفي وصفه للكويت، يظهر أنها بلدٌ يشبه حساً بلادًا أخرى مثل الحسا، ولكنها تتميز بعمارتها وأبراجها.
إقرأ ايضاً:وظائف جديدة تقدمها هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية (التفاصيل ورابط التقديم) متى يعود إلى الملاعب؟ .. غموض في موقف بنزيما مع الاتحاد
تعود ملامح المجتمع في الكويت قبل هذا التاريخ، حيث تشير الوثائق البريطانية إلى تولي حكام آل الصباح الرئاسة في عام 1716م، مؤكدة ظهور أولى معالمه، أما تاريخ تأسيس مدينة الكويت، فيعود إلى عام 1613م، حيث بدأت القبائل القادمة من شبه الجزيرة العربية في الاستقرار في تلك المنطقة.
مراحل تأسيس الكويت
تأسست دولة الكويت على 3 مراحل، سنستعرضهم على النحو التالي:
1- مرحلة الهجرة
تأثرت منطقة شبه الجزيرة العربية بموجة الجفاف في أواخر القرن السادس عشر الميلادي، مما دفع عدة قبائل وأسر من عشيرة العتوب للهجرة من منطقة نجد إلى الكويت، رأت هذه العشائر في الكويت مأوى خصبًا للإقامة نظرًا للظروف الجغرافية المواتية، بناءً على ذلك تأسست مدينة الكويت في عام 1613م، وبدأ السكان في ممارسة صيد السمك وجمع اللؤلؤ، مما أدى إلى ازدهار المنطقة واستمرار رفاهيتها.
2- مرحلة نشوء الدولة
بفضل الاقتصاد المزدهر في منطقة الكويت، شجبت العديد من القبائل إلى الهجرة والاستقرار في تلك الأرض، مع مرور الوقت زادت الحاجة إلى إقامة دولة موحدة بقيادة قوية قادرة على حماية المواطنين وحقوقهم، وفي عام 1716م، تجسدت هذه الحاجة من خلال انتخاب شيخ من أسرة "آل الصباح" ليكون زعيمًا لمدينة الكويت.
3- مرحلة الاستقرار
بعد انتخاب حاكم من أسرة "آل الصباح" لتكون السلطة الموحدة في منطقة الكويت، تم استكمال بناء الدولة الموحدة وتأسيسها بشكل جاد، تم إنشاء مشيخة الحكم الذاتي عام 1756م، وكانت هذه الفترة محطة مهمة في تاريخ الكويت حيث تم تعيين الشيخ صباح الأول كحاكم موحد للمنطقة، شهدت هذه الفترة بداية مرحلة جديدة في تاريخ الكويت، حيث أصبحت البلاد دولة موحدة قادرة على الحفاظ على مصالحها وحماية حدودها.
تاريخ دولة الكويت قديمًا
في الفترة بين 1866 و1892م، قاد عبد الله الثاني، أحد حكام الكويت، مساعي لتقريب العلاقات مع الدولة العثمانية، دون أن تتأثر استقلالية الكويت أو تكون تحت الحكم العثماني، كانت هذه العلاقة ذات طابع إسلامي عام، ولم تؤثر في مصالح الكويت أو استقلالها، فيما بعد، حصلت الكويت على الدعم البريطاني والحماية البحرية لحدودها من خلال اتفاقية وُقّعت عام 1899م، وفي عام 1914م، أصبحت الكويت إمارة تحت الوصاية البريطانية.
تاريخ دولة الكويت الحديث
دولة الكويت لم تكن تخضع لسيطرة العثمانيين، بل قامت بدعمهم في حملتهم للاستيلاء على الإحساء والقطيف في عام 1871م بقيادة الشيخ عبد الله بن صباح الصباح (عبد الله الثاني)، عندما تولى الشيخ جابر الثاني الحكم في عام 1896م، شهدت السياسة الكويتية تغييرًا حيث ابتعدت عن العثمانيين وتقربت من بريطانيا، وقد تم توقيع معاهدة الحماية بين الكويت والإنجليز في عام 1899م.
تحولت الكويت إلى محمية بريطانية بنهاية الحرب العالمية الأولى في عام 1919م، واستمر هذا الوضع حتى إعلان الاستقلال في عام 1961م، تعرضت الكويت بعد ذلك لغزو من القوات العراقية في العام 1990م، وتمت استعادة السيطرة على الكويت بمساعدة الحلفاء الدوليين بعد انتهاء الحرب في عام 1991م.
في خضم التحولات التاريخية والتحديات البيئية، استطاعت دولة الكويت أن تبني هويتها الوطنية وتؤسس لنفسها كدولة ذات سيادة، يكمن جوهر تأسيسها في الحكم الذاتي والمشيخة التي انطلقت منذ عام 1756م، لتبنى فيما بعد مسارها الوطني وتحقق استقلالها عن النفوذ الخارجي.