كيف يكون الدعاء اقوى من القدر؟
كيف يكون الدعاء اقوى من القدر؟ وهل الدعاء يغير القدر أم لا يغيره؟ الدعاء هو واحد من العبادات البسيطة التي يحرص العبد على التقرب بها إلى الله عز وجل لتحقيق كل ما يتمناه في الحياة الدنيا أو الآخرة، ومن هنا يأتي سؤال واضح حول ما إذا كان الدعاء يغير القدر أم لا؛ فدعونا اليوم نوفر الإجابات التي جاءت من أهل العلم بخصوص هذا السؤال.
كيف يكون الدعاء اقوى من القدر
في صدد الوصول إلى الإجابة عن سؤال كيف يكون الدعاء اقوى من القدر وجدنا أن في النصوص الواردة في الدين الإسلامي يكون أمر الشقاء أو السعادة من الأمور المحكمة من الله عز وجل والتي لا يوجد بها أي تغيير وكذلك الآجال.
إقرأ ايضاً:هالاند الجديد .. عملاق جديد من أوروبا يدخل سباق صفقة النصرشركة هاليبرتون السعودية للنفط والغاز - وظائف مرموقة جديدة ... سارع بتقديم طلبك (الرابط)
فنجد أن أجل الموت والأرزاق وكل هذه الآجال من الأمور المُحكمة، ولكن يوجد قدر مُعلق على أشياء يقوم العبد بفعلها، وقد سبق في علم الله أن العبد سيفعل ذلك.
والجدير بالذكر أن القدر معلق على شيء معين وهو بر الوالدين وصلة الرحم أو على فعل معين، ويوجد أيضًا في حال وجود الفعل من الشخص، ويوجد أقدار معلقة على الأمور التي يفعلها الإنسان، والله عز وجل يعلم كل شيء ولا تخفي عليه خافية، فهو من جعل البر من أسباب زيادة العمر وصلة الرحم، كما جعل المعاصي والسيئات من الأسباب التي تنزع البركة، وأسباب قصر العمر وغيرها.
مع العلم أن يوجد أقدر معلقة هي من توجد بأسبابها، وتُعلق عليها، ويوجد بعض الأقدار المحكمة التي لا يوجد بها أي تغيير لا بالدعاء ولا بغير الدعاء ومنها الآجال المضروبة وكذلك المحكمة وغيرهم.
ومن هنا جاء في هذا الأمرين قولين من العلماء، وهي كالتالي:
1- القول الأول الدعاء يغير القدر
وقد ذهب بعضًا من أهل العلم فيما يخص هذا الأمر، بأن يُمكن تغيير كل شيء بالدعاء، وكان هذا بالاستناد إلى قوله تعالى: { يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 39].
حيث إن الله سبحانه وتعالى أمر بالكتاب وشرع الأسباب وعلق ما يشاء على ما يشاء، فسبحانه وتعالى علق السعادة على شيء وعلق الشقاء على شيء، والله عز وجل عليم وحكيم بما يصير إليه أمر العبد.
ولو اجتهد العبد في طاعة الله عز وجل وسأله التغيير من الشقاء اإلى السعادة فقد يقع هذا ويكون القدر غير محتم بل يكون مُعلق، وقال أحد السلف في هذا الأمر أن عن عمر إنه كان يقول: "اللهم إن كنت كتبتني شقيًّا، فاكتبني سعيدًا".
2- القول الثاني الدعاء لا يغير القدر
على جانب آخر نجد أن هناك نسبة كبيرة من أهل العلم تشير إلى أن الشقاء والسعادة والآجال هي أمور مفروغ منها، وهذا بالاستدلال من الحديث الشريف: " يا رسول الله هذا الذي نعمل أهو في أمر قد مضى، وفرغ منه، أو في أمر مستقبل؟ قال: بل في أمر قد فرغ، ومضى وفرغ منه قالوا: يا رسول الله، ففيم العمل؟ قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة".
ومن ثمَّ قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم آيات بينات من سورة الليل: { فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل:5-10].
بعد الاطلاع على القولين نجد أن الصواب هو قول الأكثرين، وأن الأمور المقدرة هي من مضى بها علم الله وفرغ منها علم الله لا يتغير، فالله عز وجل هو من يوفق لأسباب لكي توصل العبد إلى ما قدره الله له، فتوصل السعيد إلى السعادة وتوصل الشقي إلى الشقاء، وكلٍ ميسر لما خلق له.
بهذا نكون وصلنا إلى نهاية المقال الذي تم من خلاله التعرف إلى الإجابة عن سؤال كيف يكون الدعاء اقوى من القدر حيث وفرنا لكم الإجابة التفصيلية الخاصة بهذا السؤال والأدلة من القرآن الكريم.