غدًا السبت.. ضيوف الرحمن يتوجهون إلى صعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم
تستعد أفواج الحجيج للتوجه غدًا السبت، الموافق التاسع من شهر ذي الحجة 1445هـ إلى عرفات، حيث يؤدون الركن الأعظم من مناسك الحج، وهو الوقوف بعرفة، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم هذا اليوم بأنه أفضل أيام السنة، حيث يقف المسلمون على صعيد عرفات منذ شروق الشمس حتى مغيبها، مؤدين مناسكهم في خشوع.
ويُعتقد أن اسم "عرفة" أو "عرفات" مشتق من أحداث تاريخية ودينية متعددة، حيث يُروى أن آدم وحواء التقيا وتعارفا في هذا المكان بعد خروجهما من الجنة، وهو ما جعل الاسم يرتبط بـ"التعارف"، ويقال أيضًا إن جبريل عليه السلام أرشد النبي إبراهيم عليه السلام إلى مناسك الحج في هذا الموقع، وكان يقول له: "أعرفت أعرفت؟"، فيرد إبراهيم: "عرفت عرفت"، ومن هنا جاء الاسم.
إقرأ ايضاً:لا تتستر على عمالة هاربة!! الجوازات السعودية تعلن عقوبات بالجملة على المواطنين والمقيمينالمرور السعودي يوضح.. ما هو مصير اللوحة في المحفظة الرقمية بعد تسجيلها على المركبة؟
ويقع عرفات خارج حدود الحرم المكي، ويُعد المكان الوحيد من مشاعر الحج الذي يتواجد خارج الحرم، هذا السهل الفسيح يضم جبل الرحمة، الذي يرتفع حوالي 300 متر، وفي وسطه يوجد شاخص طوله 7 أمتار، ويحيط بعرفات قوس من الجبال، ويمتد عند وادي عرنة، ويبعد حوالي 22 كيلومترًا شرق مكة المكرمة، و10 كيلومترات من مشعر منى، و6 كيلومترات من مزدلفة، ويمتد على مساحة تقدر بـ 10.4 كيلومتر مربع، هذا المكان لا يسكنه أحد إلا خلال أيام الحج.
ومن السنّة أن يقيم الحاج في منطقة نمرة إن أمكن، وإن لم يتيسر فعليه التأكد من أنه داخل حدود عرفات، وتتوفر الكثير من الإشارات واللوحات الإرشادية التي توضح هذه الحدود كل بقعة في عرفات.
وفي يوم عرفات، ينشغل الحجاج بذكر الله والتلبية، ويكثرون من الاستغفار والتكبير والتهليل، يتوجهون بالدعاء إلى الله بإخلاص، سائلين الله المغفرة والرحمة لأنفسهم وأحبائهم ولجميع المسلمين.
وعند الظهيرة، يلقي الإمام خطبة تذكير وإرشاد، ثم يؤم الناس لصلاة الظهر والعصر جمعًا وقصرًا كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، دون أن يؤدي الحجاج صلوات قبلها أو بينها أو بعدها.
ويجب على الحجاج تجنب الأخطاء التي قد تؤدي إلى ضياع الأجر في هذا اليوم الفضيل، ومن بين هذه الأخطاء النزول خارج حدود عرفة، والبقاء هناك حتى غروب الشمس، والانصراف قبل غروب الشمس إلى مزدلفة، كما يتزاحم البعض لصعود جبل الرحمة والتمسح به، والصلاة عليه، وهي أعمال لا أصل لها في الشريعة وتؤدي إلى ضرر بدني، كما أنه ينبغي على الحجاج استقبال القبلة أثناء الدعاء بدلاً من استقبال جبل عرفات.
ومع مغيب شمس يوم التاسع من ذي الحجة، تتجه قوافل الحجيج إلى مزدلفة لأداء صلاتي المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا بأذان واحد وإقامتين، يبيتون ليلتهم هناك ملبين، شاكرين لله على أن منحهم الفرصة للوقوف بعرفات.